هل يمكن أن تؤثر حساسية الكازين والغلوتين على تأخر النطق و الكلام عند الأطفال؟
اضطراب تعذّر النطق في الطفولة (CAS) هو حالة تؤثر على قدرة الطفل على نطق الكلمات بوضوح وبالترتيب الصحيح. الأطفال المصابون بـ CAS يعرفون ما يريدون قوله، لكن أدمغتهم تواجه صعوبة في إرسال الأوامر الصحيحة للعضلات التي تُستخدم في الكلام.
في السنوات الأخيرة، بدأ الباحثون وأولياء الأمور يهتمون بفكرة أن مشاكل في هضم بعض البروتينات في الطعام — مثل الكازين (الموجود في الحليب) والغلوتين (الموجود في القمح) — قد تؤثر على تطور النطق عند الأطفال. الهدف هنا هو شرح هذا الرابط المحتمل بطريقة واضحة وسهلة الفهم.
على الرغم من عدم وجود دليل قاطع حتى الآن على وجود علاقة مباشرة بين حساسية الكازين (وهو نوع من البروتين الموجود في الحليب) و تأخر النطق او اضطراب تعذر النطق الطفولي (CAS)، إلا أن بعض الدراسات تشير إلى وجود ارتباط محتمل.
أظهرت الأبحاث أن الأطفال المصابين بـ CAS يعانون من مشكلات في الحركة والتنسيق، وقد أبلغ بعض الآباء عن مشاكل مثل صعوبات في تنظيم الحواس (مثل اللمس أو السمع أو التوازن) وضعف في قوة العضلات.
كما تشير بعض الدراسات إلى احتمال وجود علاقة بين حساسية الغلوتين (البروتين الموجود في القمح والشعير) وCAS.
وهناك أيضًا أدلة تفيد بأن بعض المواد التي تنتج خلال هضم الحليب، خاصة من نوع معين يُسمى “الكازين A1″، قد تؤثر على المعدة والأمعاء، وربما تؤثر أيضًا على الدماغ، وبشكل خاص على المناطق المسؤولة عن الكلام.
فهم تأخر النطق او تعذّر النطق في الطفولة (CAS) :
CAS ليس مجرد تأخر في الكلام، بل هو اضطراب عصبي في التخطيط الحركي للكلام. هذا يعني أن دماغ الطفل لا يستطيع تنسيق الحركات اللازمة للكلام، حتى لو كانت عضلاته تعمل جيدًا.
المشكلات الحركية وCAS / تأخر النطق:
الأطفال المصابون بـ CAS لا يعانون فقط من صعوبات في النطق، بل غالباً ما يعانون أيضًا من مشكلات في الحركة مثل ضعف التنسيق، وقلة قوة العضلات، وصعوبة في التعامل مع الأحاسيس (مثل الضوضاء أو اللمس).
هذه المشكلات قد تكون ناتجة عن اضطرابات في الجهاز العصبي، أي الدماغ والأعصاب.
بعض الأطفال لا يهضمون جيدًا بروتين الكازين الموجود في منتجات الألبان أو بروتين الغلوتين الموجود في القمح والشعير والشوفان. هذا يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل المغص، الإسهال، الانتفاخ، التهيج أو حتى مشاكل في النوم.
العلاقة المحتملة بهضم الحليب:
نوع معين من الحليب يحتوي على بروتين يُسمى “الكازين A1”. عند هضمه، يُنتج مادة تُعرف باسم “بيتا-كازومورفين-7″، وهي مادة تشبه مفعول الأفيون (المواد التي تؤثر على الدماغ والجهاز العصبي).
هذه المادة قد تؤثر على المعدة وتبطئ حركتها، وقد يكون لها أيضًا تأثير على الدماغ.
في التجارب على الفئران، تبيّن أن هذه المادة تُبطئ حركة الأمعاء، وأنه يمكن إيقاف هذا التأثير باستخدام دواء يُوقف مفعول المواد الأفيونية.
وفي دراسات أُجريت على البشر، تبين أن الذين شربوا حليبًا يحتوي على الكازين A1 شعروا بأعراض في الجهاز الهضمي وتأخر في حركة الأمعاء، مقارنة بأشخاص شربوا حليبًا يحتوي فقط على الكازين A2 (نوع آخر من البروتين لا يسبب هذه المشاكل).
الغلوتين و CAS:
بحثت بعض الدراسات في علاقة الغلوتين بـ CAS، ووجدت أن بعض الأطفال المصابين بـ CAS لديهم مستويات مرتفعة من أجسام مضادة ضد الغلوتين، ما يشير إلى وجود حساسية أو عدم تحمل لهذا البروتين الموجود في القمح.
هذا يعني أن الغلوتين قد يكون عاملاً مساعدًا في ظهور أو زيادة أعراض CAS لدى بعض الأطفال.
العلاقة بين الأمعاء والدماغ (المحور المعوي الدماغي): Brain – Gut axis
الجهاز الهضمي والدماغ متصلان ببعضهما البعض من خلال ما يسمى “المحور المعوي الدماغي”. إذا حدث التهاب أو اضطراب في الأمعاء، فقد يؤثر ذلك على وظائف الدماغ، مثل التركيز، المزاج، وحتى القدرة على الكلام.
ارتباط حساسية الحليب بتأخر النطق:
تشير الأبحاث إلى وجود علاقة غير مباشرة بين حساسية الحليب (وخاصة الكازين) وتأخر النطق. هذه العلاقة ليست ناتجة عن تلف في الدماغ، لكنها ترتبط بالأعراض الجسدية التي قد تؤثر على قدرة الطفل على تعلم الكلام.
- التأثيرات غير المباشرة:
أعراض الحساسية، مثل الالتهابات المتكررة في الأذن، والاحتقان، والشعور بعدم الراحة، قد تُضعف تركيز الطفل وقدرته على سماع الأصوات والتفاعل مع اللغة من حوله، مما يؤثر على قدرته على تعلم النطق. - التهابات الأذن وفقدان السمع المؤقت:
من المعروف أن الأطفال الذين يعانون من حساسية الحليب يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الأذن. هذه الالتهابات تُسبب تجمع السوائل داخل الأذن مما يؤدي إلى ضعف السمع مؤقتًا. ونظرًا لأن الطفل يتعلم الكلام من خلال السمع، فإن ضعف السمع قد يؤدي إلى تأخر في النطق. - الالتهابات وتأثيرها على تطور الدماغ:
بعض الدراسات تشير إلى أن الالتهابات المزمنة في الجسم، مثل التي تحدث بسبب الحساسية، قد تؤثر على نمو الطفل بشكل عام، بما في ذلك تطور الكلام.
وقد أظهرت دراسة تحسنًا في قدرة الأطفال على استخدام الكلمات والعبارات بعد تلقيهم علاجًا من الحساسية، مما يشير إلى وجود علاقة محتملة بين الحساسية وتأخر النطق. - نقص الفيتامينات والمعادن:
الأطفال الذين يعانون من حساسية تجاه الحليب أو أطعمة أخرى قد يضطرون إلى اتباع نظام غذائي محدود. وإذا لم يتم تعويض العناصر الغذائية المهمة، فقد يحدث نقص في الفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الدماغ، مثل فيتامين B وفيتامين E، مما قد يؤدي إلى تأخر في تطور الكلام. - الارتباط باضطرابات أخرى في النمو:
أظهرت بعض الدراسات أن الأطفال المصابين بمشكلات في النمو مثل التوحد لديهم احتمال أكبر للإصابة بحساسية الحليب والبيض.
وهذا لا يعني أن الحساسية تسبب التوحد أو تأخر النطق مباشرة، لكنها قد تكون جزءًا من مشكلات أوسع في الجسم
- كيف يمكن أن تؤثر الكازين والغلوتين على النطق؟
- أ. الببتيدات المشابهة للأفيونيات (Casomorphins وGluteomorphins):
عندما لا يُهضم الكازين أو الغلوتين جيدًا، قد تتكوّن مواد كيميائية تُشبه في تأثيرها الأفيون. هذه المواد يمكن أن تنتقل عبر الدم إلى الدماغ، وقد تسبب تغييرات في السلوك، الانتباه، وحتى تطور اللغة. - ب. التهابات مزمنة وانسداد امتصاص العناصر الغذائية:
إذا تسببت الكازين أو الغلوتين في التهابات بالأمعاء، فقد يمنع ذلك امتصاص فيتامينات مهمة لنمو الدماغ مثل B6، B12، الزنك، المغنيسيوم، والحديد — وجميعها ضرورية لصحة الجهاز العصبي والنطق. - ج. اختلال التوازن في البكتيريا المفيدة بالأمعاء:
الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كازين أو غلوتين قد تؤدي إلى خلل في التوازن بين البكتيريا الجيدة والسيئة في الأمعاء. هذا قد يؤثر على المزاج والسلوك وحتى تطور اللغة.
فكرة “البروتينات الفاسدة” هي طريقة لوصف فرضية علمية تتعلق بتحلل نوع معين من بروتين الكازين الموجود في الحليب. وتُعرف هذه البروتينات علميًا باسم “الكازومورفينات”، وأكثرها مناقشة هو بيتا-كازومورفين-7 (BCM-7).
- ما هي الكازومورفينات؟
الكازومورفينات هي ببتيدات تشبه الأفيونات (شظايا بروتينية صغيرة) يمكن أن تُطلق أثناء هضم الكازين. هذه العملية ليست نتيجة لفساد المنتج، بل هي تفاعل كيميائي حيوي يحدث مع نوع معين من بروتين بيتا-كازين.
- الكازين A1 بيتا: هذا هو نوع من بروتين الكازين يوجد في حليب العديد من سلالات الأبقار الحديثة (مثل الهولستين-فريزيان). تسببت طفرة جينية في هذه الأبقار في تغيير حمض أميني في البروتين، مما جعله عرضة للتحلل إلى BCM-7 أثناء الهضم.
- الكازين A2 بيتا: هذا هو الشكل الأصلي والأسلاف لهذا البروتين، ويوجد في حليب سلالات الأبقار القديمة، وكذلك في حليب الإنسان، والماعز، والأغنام. تركيبه مختلف، ولا يتحلل لإطلاق BCM-7 بنفس الطريقة.
- فرضية الإفراط في الأفيون (Opioid Excess Hypothesis):
هذه النظرية العلمية الأساسية تربط هذه الببتيدات بالمشاكل النمائية. وتقترح آلية مكونة من جزئين:
- الهضم غير السليم وتسرب الأمعاء: قد لا يتمكن بعض الأفراد، خاصة الذين لديهم مشكلات في الجهاز الهضمي أو حساسية غذائية، من هضم الكازين بالكامل، مما يؤدي إلى تشكيل الكازومورفينات. وتقترح النظرية أيضًا أن بطانة الأمعاء شديدة النفاذية (تُعرف باسم “الأمعاء المتسربة”) تسمح لهذه الببتيدات بدخول مجرى الدم.
- التأثيرات العصبية: بمجرد دخول مجرى الدم، يُعتقد أن الكازومورفينات تستطيع عبور الحاجز الدموي الدماغي والارتباط بمستقبلات الأفيون في الدماغ. وقد يؤدي هذا الارتباط إلى تعطيل نمو الدماغ الطبيعي ووظائفه، مما يؤثر على التفاعل الاجتماعي، والتواصل، والسلوك.
- الأدلة العلمية والارتباط بالتأخر النمائي و تأخر النطق:
وجهات نظر المجتمع العلمي حول هذا الموضوع متباينة، ولا يوجد إجماع قاطع. وفيما يلي ملخص للأبحاث الحالية:
- النتائج الإيجابية: أظهرت بعض الدراسات أن مجموعة فرعية من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) ومشاكل نمائية أخرى لديهم مستويات أعلى من الكازومورفينات وغيرها من الببتيدات الأفيونية المشتقة من الغذاء في البول. كما كانت هناك تقارير قصصية ودراسات صغيرة تشير إلى أن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين والكازين (GFCF) يمكن أن يؤدي إلى تحسينات سلوكية لدى بعض هؤلاء الأطفال.
- النتائج المتضاربة: فشلت دراسات أخرى، غالبًا ما تكون أكبر وأفضل ضبطًا، في العثور على فروق كبيرة في مستويات الببتيدات بين المجموعات المتأثرة وغير المتأثرة. كما خلصت العديد من هذه الدراسات إلى أن النظام الغذائي الخالي من الغلوتين والكازين لا يوفر فائدة للأعراض الأساسية لحالات مثل التوحد.
- الموقف الرسمي: قامت هيئات سلامة الغذاء والمنظمات الطبية الكبرى، مثل الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية (EFSA)، بمراجعة الأدلة وخلصت إلى أنه لم يتم إثبات وجود علاقة سببية بين التعرض لـ BCM-7 والأمراض البشرية، بما في ذلك الاضطرابات العصبية النمائية. ومع ذلك، أشارت إلى أن هذا الموضوع يستحق المزيد من البحث.
- تأخر النطق: في حين لم يتم إثبات علاقة مباشرة بين الكازومورفينات وتعذر النطق الطفولي (CAS)، تُستخدم فرضية الإفراط في الأفيون أحيانًا لتفسير صعوبات التواصل والتأخر النمائي بشكل عام المرتبط باضطرابات مثل التوحد.
حليب الإبل كبديل:
نظرًا للقلق من مادة BCM-7 في حليب البقر، يقترح بعض الخبراء حليب الإبل كبديل، لأنه يحتوي فقط على الكازين A2 وليس A1، وبالتالي لا يُنتج المادة المقلقة أثناء الهضم.
- تركيب البروتين في حليب الإبل:
يختلف عن حليب البقر، حيث لا يحتوي على بروتين يُسمى “بيتا-لاكتوغلوبولين”، وهو سبب شائع للحساسية لدى الأطفال.
كما أنه يحتوي على أجسام مضادة وبروتينات تساعد على تقوية المناعة. - سهولة الهضم:
بسبب تركيبته المختلفة، يُعتقد أن حليب الإبل أسهل للهضم وأقل احتمالاً للتسبب في مشكلات في الجهاز الهضمي أو الحساسية. - الأبحاث:
رغم أن الدراسات ما زالت محدودة، إلا أن بعضها أشار إلى أن حليب الإبل قد يُقلل من أعراض التوحد، مثل ضعف التفاعل الاجتماعي ومشكلات الكلام.
وأظهرت إحدى الدراسات انخفاضًا في تقييم أعراض التوحد بعد تناول حليب الإبل.
لكن لم يُثبت العلماء بعد أن حليب الإبل يعالج هذه الحالات بشكل مباشر، ولا توصي به المنظمات الطبية كعلاج حتى الآن.
حليب الإبل يُعد بديلًا جيدًا لحليب البقر من الناحية النظرية، خاصةً لمن يعاني من حساسية الكازين أو القلق من مادة BCM-7.
لكن الأبحاث ما زالت في بدايتها، ويجب عدم الاعتماد عليه كعلاج دون استشارة طبية
الدراسات والأبحاث:
- لاحظت بعض الدراسات أن الأطفال المصابين بـ CAS قد يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي أو لديهم حساسية من بعض الأطعمة.
- دراسات على حالات مصابين بالتوحد أظهرت أن الأنظمة الغذائية الخالية من الكازين والغلوتين قد تحسن من التواصل والسلوك، وبعض الباحثين يعتقدون أن هذا قد ينطبق أيضًا على CAS.
- دراسات أولية تشير إلى أن حمية خالية من الكازين والغلوتين قد تساعد في تحسين النطق عند بعض الأطفال المصابين بـ CAS.
- اعتبارات غذائية مهمة:
قبل إزالة الكازين أو الغلوتين من النظام الغذائي لطفلك، من المهم استشارة طبيب أو أخصائي تغذية. يجب التأكد من أن الطفل لا يفقد مصادر مهمة للكالسيوم أو البروتين أو الفيتامينات. ويمكن للطبيب أن يطلب فحوصات للدم أو البراز أو اختبار الحساسية. - حالات موثقة وتحسينات سريرية:
بعض الآباء أفادوا أن إزالة الكازين والغلوتين من غذاء أطفالهم أدى إلى تحسن في القدرة على النطق، وزيادة التركيز، وتحسن السلوك. ومع ذلك، هذا لا يحدث مع كل الأطفال، وهناك حاجة لمزيد من الدراسات العلمية للتأكد من ذلك. - آلية ممكنة للعلاقة بين التغذية وتعذّر النطق:
- إذا كان هناك تسريب في جدار الأمعاء (ما يُعرف بـ “الأمعاء المتسربة”) بسبب الالتهاب، فقد تمر المواد الضارة إلى الدم وتصل إلى الدماغ.
- هذا قد يسبب تغيرات في الدماغ تؤثر على المناطق المسؤولة عن النطق.
- إزالة الكازين والغلوتين قد تقلل الالتهاب وتساعد على تعافي الأمعاء، مما يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على القدرة على الكلام.
الخلاصة:
رغم أن العلاقة بين حساسية الكازين والغلوتين وCAS ما تزال قيد البحث، إلا أن بعض العائلات لاحظت تحسنًا في النطق بعد تغيير النظام الغذائي. إذا كنت تفكر في هذا الخيار، فتحدث مع طبيب أطفال أو أخصائي تغذية، وراقب التغيرات على المدى القصير والطويل.
إذا كان طفلك يعاني من CAS، ولديه أيضًا مشكلات في الجهاز الهضمي أو أعراض تحسسية، فيجب استشارة طبيب أو أخصائي تغذية.
قد يُوصى بتجربة نظام غذائي خالٍ من الكازين أو الغلوتين، لكن يجب تنفيذ ذلك تحت إشراف طبي لضمان حصول الطفل على جميع العناصر الغذائية الضرورية لنموه.
** تنويه هام المحتوى المذكور في هذا المقال يُقدَّم لأغراض معلوماتية وتثقيفية فقط، ولا يُعدّ بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التشخيص أو العلاج من قبل أخصائيي الرعاية الصحية المؤهلين. إذا كنت قلقًا بشأن تطور النطق لدى طفلك أو تشتبه بوجود حساسية غذائية، يُرجى استشارة طبيب أطفال أو أخصائي تغذية أو أخصائي نطق ولغة مختص. لا تعتمد على المعلومات الواردة هنا لاتخاذ قرارات طبية دون الرجوع إلى جهة مختصة.
المصادر:
celiac.com
mindd.org
mayoclinic
sciencedirect
أقرأ ايضا:
ما هو اضطراب طيف التوحد و كيف تحمى طفلك
Discussion about this post