في السنوات الأخيرة، انتشرت الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية القابلة للارتداء بشكل ملحوظ، وبالرغم من أن هذه الأجهزة توفر الراحة والوظائف المفيدة، إلا أن هناك مخاوف من الآثار الصحية المحتملة لاستخدامها. في هذا المقال، سنستكشف مدى سلامة ارتداء الساعات الذكية والأجهزة المقتفية لللياقة البدنية، مع التركيز على المزاعم المتعلقة بتعرض الإشعاع ومخاطر السرطان والتأثيرات الصحية العامة.
اعتبارات السلامة
تستخدم الساعات الذكية وأجهزة المقتفية لللياقة البدنية تكنولوجيا تنبعث منها إشعاعات كهرومغناطيسية (EMF). وعلى الرغم من أن هناك مخاوف من الآثار الصحية المحتملة للتعرض المطول لهذا الإشعاع، إلا أن الأبحاث الحالية تشير إلى أن المخاطر تكاد تكون ضئيلة عند استخدام هذه الأجهزة بشكل مسؤول. خاصة، تعرضت الساعات الذكية لانتقادات بخصوص انبعاثاتها للإشعاع، مع ادعاءات تشير إلى وجود صلة بينها وبين السرطان. ومع ذلك، فإن الأبحاث اللاحقة قد دحضت هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن مستويات الإشعاع التي تنبعث من هذه الأجهزة منخفضة جدًا لتسبب ضرر كبير.
في عام 2015، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالًا يدعي أن الساعة الذكية يمكن أن تسبب السرطان. وفقًا للمقال، تم تقديم هذا الادعاء بسبب إعلان أصدرته وكالة الأبحاث الدولية للسرطان في عام 2011 والذي قال إن الهواتف الخلوية “قد تكون مسرطنة للبشر”. نظرًا لاستخدام الهواتف الخلوية والساعات الذكية نفس الإشعاع، فإن كليهما يشكل خطرًا على البشر.
ومع ذلك، تبين لاحقًا أن القرار مبني على أدلة محدودة. ومنذ ذلك الحين، تم نشر أبحاث تقول حتى الآن: “لا توجد أدلة من دراسات على الخلايا أو الحيوانات أو البشر تثبت أن الطاقة الإشعاعية يمكن أن تسبب السرطان”.
تشير ايضا بعض الدراسات إلى أن إشعاع الهواتف الخلوية قد يؤثر على الجسم، وقد يتسبب ذلك في الصداع وتقلبات المزاج واضطرابات النوم, توجد أيضًا تقارير عن العديد من الأشخاص الذين شعروا بالصداع والغثيان بعد ارتداء الساعة لفترة طويلة من الوقت. من الممكن أن يؤدي التعرض المفرط لإشعاع EMF، الذي ينبعث من مثل هذه الأجهزة، إلى الصداع والغثيان. ولهذا السبب، يُوصى بتشغيل وضع الطائرة على الجهاز عندما لا يكون قيد الاستخدام
فوائد وقيود
على الرغم من هذه المخاوف، لكن تقدم الساعات الذكية وأجهزة المقتفية لللياقة البدنية فوائد عديدة للمستخدمين. تعمل الساعات الذكية كأجهزة متعددة الوظائف، تقدم ميزات مثل تتبع اللياقة البدنية واستقبال الإشعارات و الاتصال. يمكنها تعزيز الحياة اليومية للمستخدمين عن طريق مساعدتهم في البقاء منظمين ومتصلين ومحفزين لتحقيق أهدافهم في الصحة واللياقة البدنية. بينما تقدم أجهزة المقتفية لللياقة البدنية رؤى قيمة في النشاط البدني وأنماط النوم والصحة العامة.
ومع ذلك، يجب الاعتراف بالقيود المصاحبة للتكنولوجيا القابلة للارتداء. قد تحتوي كلتا الساعات الذكية وأجهزة المقتفية على تقديرات غير دقيقة لتتبع البيانات، وقد تسبب بعض الأحيان الاستخدام الزائد في هذه الأجهزة إزعاجًا مثل تهيج الجلد أو إجهاد العين. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الاستخدام المفرط لهذه الأجهزة إلى الاعتماد عليها والتأثير السلبي على الانتباه والإنتاجية.
استنتاج
في الختام، على الرغم من أن ارتداء الساعات الذكية وأجهزة المقتفية لللياقة البدنية طوال الوقت قد يثير بعض المخاوف، فإن الرأي العام يرى أن المخاطر تكاد تكون ضئيلة عند استخدامها بشكل مسؤول.
تأكد من استعمال الساعات ذات العلامات التجارية الموثوقة التي تلتزم بمعايير السلامة، يمكنك الاستمتاع بفوائد التكنولوجيا القابلة للارتداء دون مخاطر صحية كبيرة اذا استعملتها بشكل مسئول. مع استمرار تطور التكنولوجيا، فإن الأبحاث المستمرة والتوعية ستكون أساسية في فهم وتخفيف أي آثار صحية محتملة مرتبطة بالتكنولوجيا القابلة للارتداء.
تنويه: هذه المعلومات للإرشاد العام فقط ولا ينبغي أن تحل محل الاستشارة الطبية. يجب الرجوع للطبيب للحصول على توجيهات طبية مُخصصة.
المصادر:
https://www.orgoneenergy.org/blogs/news/do-fitbits-cause-cancer
https://www.iwosmartwatch.com/is-it-bad-to-wear-a-smartwatch-all-the-time/
اقرأ ايضا :
Discussion about this post